بعد نحو 50 عامًا من آخر مهمة فضائية روسية إلى القمر
فشل المركبة “لونا 25” في الهبوط على سطح القمر
كان من المفترض أن تقوم المركبة الفضائية Luna-25 بالمناورة في مدارها الأخير حول القمر قبل الهبوط (يوم 19 آب/ أغسطس) ، قبل محاولة الهبوط يوم الاثنين (21 آب/ أغسطس) . لكن المسبار واجه مشكلة تقنية أثناء توجيه المركبة الفضائية. وكتبت وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” على المنصة الإعلامية ” تيليغرام ” باللغة الروسية: “حدثت حالة طارئة على متن المحطة الأوتوماتيكية، والتي لم تسمح بإجراء المناورة وفقًا للمعايير المحددة – يقوم فريق الإدارة حاليا بتحليل الوضع”.
انتهت أول مهمة روسية إلى القمر بخيبة أمل بعد اصطدام المركبة الفضائية لونا -25 بسطح القمر.، كان من المتوقع أن تهبط المركبة Luna-25 على القطب الجنوبي للقمر يوم الاثنين ، لتنضم إلى سباق عالمي بين الدول الكبرى للاستكشاف في هذه المنطقة ، التي اكتشفت فيها مياه مجمدة وعناصر قيمة في عام 2018 .، بواسطة جهاز ( طيفي خاص باكتشاف العناصر ) مصنع من قبل وكالة الفضاء الامريكية ” ناسا “، والتي تم تركيب هذا الجهاز على متن مركبة الفضاء الهندية تشاندرايان 1 (Chandrayaan-1)، واكتشف لاحقا” مرصد “صوفيا المحمول على طائرة “، وجود جزئيات المياه في أكبر فوهة يمكن مشاهدتها من الأرض، وهي في النصف الجنوبي للقمر.
ووفقًا للتقييم الأولي ، نظرًا لانحراف في توجيه قوة (الدفع) الفعلية على المركبة ، دخلت المركبة في مدار غير موجه وتعطلت وظائفها عند الاصطدام بسطح القمر. وقد تم تشكيل فريق تقني للتحقيق حول الفشل التقني الذي افشل المهمة وصرحت وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) في بيان يوم الاحد بعنوان “التحقيق في فقدان لونا”.
يأتي هذا التحديث بعد أن أبلغت وكالة الفضاء الروسية ” روسكوزموس ” يوم السبت عن “وضع غير طبيعي” على متن المركبة، مما حال دون توجيه لونا -25 إلى مدارها قبل الهبوط في الساعة 11:10 بتوقيت جرينتش أي قبل بيومين من الهبوط المقرر الذي كان يوم الاثنين.
كان لمركبة الهبوط ، خططًا للعمل لمدة عام في القطب الجنوبي للقمر.، اذ حظيت هذه المنطقة مؤخرًا باهتمام وكالات الفضاء العالمية ، تبرز النكسة التي تعرضت لها Luna-25 ، وهي أول مركبة روسية تدخل مدار القمر منذ عام 1976 ، وهي تعكس الهيمنة الروسية المتناقصة في الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة منذ إنجازاتها المنتصرة في حقبة الحرب الباردة ، مثل إطلاق أول قمر صناعي بنجاح حول الأرض، سبوتنيك 1 عام 1957 ، وإرسال أول انسان في مدار حول الأرض، وهو رائد الفضاء الروسي ” يوري جاجارين” عام 1961.
ومع تحطم مركبة الهبوط “لونا 25″، خسرت روسيا المنافسة أمام الهند ، التي لا تزال مهمتها ( شاندريان 3 ) في طريقها للهبوط في نفس المنطقة القمرية هذا الأسبوع.، على نطاق أوسع لدى كل من الصين والولايات المتحدة أيضًا الخطط المستقبلة للمهمات القمرية ، ومن أهمها برنامج ( ارتيمس ) للرحلات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الامريكية ( ناسا ) ، وبعض الشركات الخاصة بالطيران الفضائي الأمريكية مثل شركة ( Space X) ، وشركاء دوليين ومن اهمهم وكالة الفضاء الأوروبية “إيزا” ESA، يهدف هذا البرنامج إلى الهبوط بمنطقة القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2025. وسيكون برنامج أرتميس بمثابة الخطوة الأولى نحو هدف طويل الأمد المتمثل في إقامة وجود مستدام على سطح القمر، ووضع الأساس للشركات الخاصة لبناء اقتصاد تعديني على القمر، وإرسال مهمات استكشافية مأهولة في المستقبل الى كوكب المريخ .
عدلي الحلبي
الجمعية الفلكية الأردنية