علم الفلك واثاره في حياتنا
إيمان أيوب
تقوم والشمس لم تطلع بعد فتصلي الفجر، تضبط منبهك على وقت دوامك، ترتب جدول أعمالك حسب التقويم الميلادي أو الهجري وتنهي يومك بصلاة العشاء .ألم تتساءل يوماً من نظم هذا التوقيت؟ وكيف تم وضعه؟
تسافر إلى بلد غريبة وبكل سهولة تصل لوجهتك عبر ال GPS تتواصل مع أقربائك في دول أخرى على النت وتحادث أصدقاءك بالموبايل تفتح التلفاز فتشاهد عدة قنوات وتعرف أخبار العالم هل تعرف كيف تم التوصل لهذه التقنية؟ وكثيراً ما استمعت للأرصاد الجوية لتعرف أحوال الجو، فما الذي جعل الإنسان يتوقع أحوال الجو؟ حسناً يمكننا أن نقول إن كل ما ذكر آنفاً إنما هو نتيجة للبحث الفلكي وعلم الفلك! فالفلك – وإن بدا – علماً لا فائدة منه!! فإنّ له تأثيراً في حياتنا. فبحساب حركة الشمس والأرض تمكن الفلكيون من ضبط التوقيت ووضع التقاويم. ومن خلال اكتشافهم طريقة لإرسال أقمار صناعية تدور حول الأرض لما تمكنّا من التواصل بهذه الطريقة العجيبة فكما يقال : العالم أصبح قرية كبيرة الآن!
وعلى الرغم من بعض الفوائد التي يضيفها الفلك بصفته علماً لحياة البشر إلا أن هذا ليس الهدف الأساسي منه! ولو قارنّا نتائج وتأثيرات علم الفلك في حياة الإنسان مباشرة مقارنةً بباقي العلوم لوجدناها تعدّ على الأصابع. فعجيب أمره هذا العلم ؟!! كيف لاقى إقبالا منذ بداية حياة البشر، وكيف لا يزال يلاقي إقبالاً؟! لم يا ترى يحبه البشر على الرغم من إضافاته القليلة لحياتهم؟!!
ما السبب الذي جعله مرتبطا بحياة القدماء؟ وما المميز فيه ليأخذ هذا الاهتمام في كتبهم وحضاراتهم؟ إن ما يدفعنا نحن البشر لاستكشاف هذا الكون ومراقبة السماء ورصدها ليس إلا الفضول. فالفضول البشريّ لمعرفة ما يوجد في الأعلى وكيف وجد وكيف يتحرك جعل الإنسان يراقب السماء لساعات. فالفلك أسهم في إدراك الإنسان لنفسه وفهمه لأحواله وبالتالي إدراكه لما يحدثه من تأثير على الأرض التي يعيش عليها. فلولا الفلك مثلا لما أدرك الإنسان أن الأرض تدور حول الشمس، أو وجود المجموعة الشمسية. ولما عرف أن أفعاله الملوثة للبيئة أحدثت ثقبا في طبقة الأوزون التي تحميه. ما كان سيدرك نشاط الشمس وأثر الرياح الشمسية على الاتصالات الأرضية. فهمنا للفلك يجعلنا نفسر ما يحدث من ظواهر حولنا، ويجعلنا ندرك سبب سقوط النيازك من الفضاء ومن أين أتت هذه الصخور التي تسقط من السماء! جعلنا نعرف أن الأرض ليست الكوكب الوحيد، فمن خلال علم الفلك اكتشف الإنسان العديد العديد من الكواكب. وكباقي العلوم، الفلك يساعدنا في ملء عقولنا بالمعرفة والإجابة عن العديد من التساؤلات التي لطالما دارت في عقولنا فشغلت تفكيرنا. وربما ما كُتب في الأعلى هو إجابة لمن يتساءل: ما أهمية الفلك في حياتنا؟ وكيف نستفيد منه؟ الفلك علم جميل جداً يفتح لنا أبواباً للسماء. فما وحهة نظركم يا جماعة؟ ما الذي تحبونه في الفلك؟